المُحَدَّث فی الإسلام

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 

المُحَدَّث فی الإسلام

السؤال: من هو المحدَّث؟
الجواب الاجمالي: المحدَّث- بصیغة المفعول-: مَن تکلّمه الملائکة بلا نبوّة ولا رؤیة صورة، أو یلهم له ویلقى‏ فی روعه شی‏ء من العلم على وجه الإلهام والمکاشفة من المبدأ الأعلى‏، أو ینکت له فی قلبه من حقائق تخفى‏ على‏ غیره.
الجواب التفصيلي:
المحدَّث- بصیغة المفعول-: مَن تکلّمه الملائکة بلا نبوّة ولا رؤیة صورة، أو یلهم له ویلقى‏ فی روعه شی‏ء من العلم على وجه الإلهام والمکاشفة من المبدأ الأعلى‏، أو ینکت له فی قلبه من حقائق تخفى‏ على‏ غیره.
المحدّث بهذا المعنى‏ ممن اتفق علیه الفریقان: الشیعة و السنّة، و لو کان هناک خلاف فإنّما هو فی مصداقه.
وقبل ذلک نجد المحدّث فی الأُمم السالفة؛ فهذا صاحب موسى‏ کان محدّثاً، فقد أخبره عن مصیر السفینة و الغلام و الجدار على‏ وجه جاء فی سورة الکهف[1]  فهو لم یکن نبیّاً، و لکنّه کان عارفاً بما سیحدث، و قد عرفه بإحدى‏ الطرق المذکورة.
و هذه مریم البتول، کانت الملائکة تکلّمها و تحدّثها و لم تکن نبیّة، قال سبحانه:
و إذْ قالَتِ الملائکةُ یا مریمُ إنَّ اللَّهَ اصطَفاکِ و طَهَّرکِ و اصطَفاکِ على نساءِ العالَمین[2]
و قال سبحانه: إذ قالَتِ الملائکةُ یا مریمُ إنّ اللَّهَ یبشِّرُکِ بِکَلِمةٍ منهُ اسمُهُ‏ المسیحُ عِیسى‏ ابنُ مریمَ وَجیهاً فی الدُّنیا والآخرةِ و مِنَ المُقرَّبِینَ[3]
و هذه أُمّ موسى‏ یلقى‏ فی روعها و یوحى‏ إلیها و لم تکن نبیّة، قال سبحانه:
وأوحینا إلى‏ أُمّ موسى‏ أنْ أرضِعیهِ فإذا خِفتِ عَلیهِ فَألقیهِ فی الیَمِّ ولا تخافی ولاتَحزنی إنّا رادُّوهُ إلَیکِ وجاعِلوهُ مِنَ المُرسَلین[4]
وأمّا السنّة النبویة ففیها تصریح بأنّ فی الأُمّة الإسلامیة- نظیر الأُمم السالفة- رجالًا یکلّمون من دون أن یکونوا أنبیاء؛ و إلیک بعض هذه النصوص:
1- أخرج البخاری فی صحیحه عن أبی هریرة قال: قال النبیّ: «لقد کان فیمن کان قبلکم من بنی إسرائیل رجال یکلّمون من غیر أن یکونوا أنبیاء فإن یکن من أُمّتی منهم أحد فعمر بن الخطاب»[5]
2- أخرج البخاری عن أبی هریرة مرفوعاً «أنّه قد کان فیما مضى‏ قبلکم من الأُمم محدّثون، إن کان فی أُمّتی هذه منهم فإنّه عمر بن الخطاب»[6]
قال القسطلانی فی شرح الحدیث: یجری على‏ألسنتهم الصواب من غیر نبوّة.
وقال الخطّابی: یلقى‏ الشی‏ء فی روعه فکأنّه قد حُدّث به، یظنّ فیصیب، و یخطر الشی‏ء بباله فیکون. وهی منزلة رفیعة من منازل الأولیاء[7]
3- أخرج مسلم فی صحیحه عن عائشة عن النبیّ صلى الله علیه و آله: «قد کان فی الأُمم قبلکم مُحدّثون فإن یکن فی أُمّتی منهم أحد فإنّ عمر بن الخطّاب منهم»، قال ابن وهب: تفسیر «محدّثون» ملهَمون.
قال النووی فی شرح صحیح مسلم: اختلف العلماء فی تفسیر المراد ب «محدَّثون» فقال ابن وهب: ملهَمون، وقیل: مصیبون إذا ظنّوا، فکأنّهم حدّثوا بشی‏ء فظنّوه، وقیل تکلّمهم الملائکة، وجاء فی روایة «مکلَّمون» و قال البخاری: یجری الصواب على ألسنتهم، وفیه کرامات الأولیاء[8] 
ومن راجع شروح الصحیحین یجد نظیر هذه الکلمات بوفرة؛ والرأی السائد فی تفسیر المحدّث هو تکلیم الملائکة أو الإلقاء فی الروع. هذا ما لدى‏ السنّة.
روایات الشیعة حول المحدَّث‏:
و أمّا الشیعة، فعندهم أخبار عن أئمتهم تصرّح بأنّهم محدّثون وفی الوقت نفسه لیسوا بأنبیاء، فقد روى الکلینی فی باب الفرق بین الرسول والنبیّ والمحدّث أحادیث أربعة:
قال: «المحدّث الذی یسمع الصوت و لا یرى‏ الصورة». 
و فی روایة أُخرى‏: سألته عن الإمام ما منزلته؟ قال: «یسمع الصوت و لا یرى‏ و لا یعاین الملک».
إلى‏ غیر ذلک من الروایات المصرّحة بأنّ الأئمة الاثنی عشر و فاطمة الزّهراء محدَّثون[9]
روى الصفّار فی بصائر الدرجات عن برید: قلت لأبی جعفر وأبی عبد اللَّه علیهما السلام: ما منزلتکم بمن تُشَبَّهون ممّن مضى‏؟ فقال: «کصاحب موسى‏ و ذی القرنین کانا عالمین ولم یکونا نبیّین»[10]
هذا ما لدى‏ الفریقین. و لو اعتمدت الشیعة على‏ علم الأئمة فلکونهم وارثین لعلم النبیّ، ووارثین لما عند علیّ من الکتب التی کتبها بإملاء من رسول اللَّه، أو محدَّثین تلقى‏ فی روعهم الإجابات على الأسئلة، فلا یدلّ على‏ أنّهم أنبیاء، و من نسبهم إلى‏ تلک الفریة الشائنة بحجة إخبارهم عن الملاحم، فقد ضلّ عن سواء السبیل، و لم یفرّق بین النبوّة و الرسالة و التحدّث[11]
الهوامش:
تاريخ النشر: « 1395/11/13 »
Tags
CommentList
*النص
*المفتاح الأمني http://makarem.ir
عدد المتصفحين : 465