عقیدة أهل السنّة فی تنزیه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 

عقیدة أهل السنّة فی تنزیه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقات

السؤال: ما هي عقیدة أهل السنّة فی تنزیه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقات؟
الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
اتّفق أهل السنّة و على رأسهم أئمة الأشاعرة على تنزیهه سبحانه عن مشابهة المخلوقات، و قد أفاضوا الکلام فی ذلک بإجمال تارة و تفصیل أُخرى، و شذّ عنهم بعض الحنابلة و أهل الحدیث، و ها نحن نذکر بعض کلماتهم لیقف القارئ على أنّ علماء المسلمین عن بکرة أبیهم مجمعون على أنّه سبحانه منزّه عن مشابهة المخلوقات و عن کونه جسماً أو جسمانیاً.
 إلیک أسماء بعض هؤلاء مع مقتطفات من أقوالهم:
1. أبو جعفر أحمد بن محمد المصری الطحاوی (239ـ 321هـ) فی رسالته المعروفة بـ «العقیدة الطحاویة» التی أصبحت مع بعض شروحها کتاباً دراسیاً فی الجامعات. قال: 
و لا شیء مثله، ثم قال: لا تبلغه الأحکام و لا تدرکه الأفهام، و لا یشبهه [1] الأنام[2]
2. أبو الثناء اللامشی الحنفی الماتریدی من علماء القرن الخامس وأوائل السادس، قال ما نصّه: 
و إذا ثبت أنّه تعالى لیس بجوهر، فلا یتصوّر أن یکون جسماً أیضاً، لأنّ الجسم اسم للمترکب عن الأجزاء، یقال: هذا أجسمُ من ذلک، أی أکثر ترکّباً منه، و ترکّب الجسم بدون الجوهریة و هی الأجزاء التی لا تتجزأ، لا یتصوّر; و لأنّ الجسم لا یتصوّر إلاّ على شکل من الأشکال، و وجوده على جمیع الأشکال لا یُتصوّر أن یکون، إذ الفرد لا یتصوّر أن یکون مطوّلاً ومدوّراً و مثلثاً و مربعاً، و وجوده على واحد من هذه الأشکال مع مساواة غیره إیّاه فی صفات المدح و الذم لا یکون إلاّ بتخصیص مخصّص، و ذلک من أمارات الحدث; و لأنّه لو کان جسماً لوقعت المشابهة و المماثلة بینه و بین سائر الأجسام فی الجسمیة، و قد قال الله تعالى: ( لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ )[3]
3. أبو بکر الباقلانی (المتوفّى 403هـ) فی «تمهید الأوائل»، قال:
إن قال قائل: لِمَ أنکرتم أن یکون القدیم سبحانه جسماً؟ قیل له: لما قدّمناه من قبل، و هو أنّ حقیقة الجسم أنّه مؤلّف مجتمع بدلیل قولهم: رجل جسیم، و زید أجسم من عمرو، و علماً بأنّهم یقصرون هذه المبالغة على ضرب من ضروب التألیف فی جهة العرض والطول، و لایوقعونها بزیادة شیء من صفات الجسم سوى التألیف، فلما لم یجز أن یکون القدیم مجتمعاً مؤتلفاً، و کان شیئاً واحداً، ثبت أنّه تعالى لیس بجسم[4]
4. أبو المظفر الاسفرایینی (المتوفّى 471هـ)، قال:
و أن تعلم أنّ القدیم سبحانه لیس بجسم و لا جوهر، لأنّ الجسم یکون فیه التألیف، و الجوهر یجوز فیه التألیف و الاتّصال، و کلّ ما کان له الاتّصال أو جاز علیه الاتّصال یکون له حدّ و نهایة. و قد دللنا على استحالة الحدّ و النهایة على الباری سبحانه و تعالى، و قد ذکرالله تعالى فی صفة الجسم الزیادة فقال: (و زَادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ) (البقرة:247) فبیّن أنّ ما کان جسماً جازت علیه الزیادة و النقصان و لا تجوز الزیادة و النقصان على الباری سبحانه.[5] 
5. عمر النسفی (المتوفّى 534هـ) فی «العقیدة النسفیة»، قال: 
و المُحدِث للعالم هو الله تعالى الواحد القدیم القادر الحیّ العلیم السمیع البصیر الشائی المرید، لیس بعَرَض و لا جسم و لا جوهر و لا مصوّر و لا ممدود و لا معدود و لا متبعّض و لا متجزّ و لا مترکّب و لا متناه، و لا یوصف بالمائیة و لا بالکیفیة، و لا یتمکّن فی مکان، و لا یجری علیه زمان، و لا یشبهه شیء، و لا یخرج من علمه و قدرته شیء[6] 
هذه إلمامة عابرة بعقیدة أهل السنّة فی التنزیه، و کتبهم الکلامیة و العقدیّة ملیئة بمثل هذه الکلمات و لا حاجة إلى نقل المزید منها[7] 
الهوامش:
تاريخ النشر: « 1395/11/12 »
Tags
CommentList
*النص
*المفتاح الأمني http://makarem.ir
عدد المتصفحين : 1356