السؤال :
ما المراد من قوله تعالى : )رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ([الرحمن: 17] ، وأين يقع المشرقان والمغربان ؟
الجواب :
ورد المشرق والمغرب في القرآن الکريم بصيغة التثنية کما في الآية الآنفة ، وورد بصيغة الجمع أيضاً کقوله تعالى :)فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ( [المعارج: 40] ، وقوله :)وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ کَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَکْنَا فِيهَا( [الأعراف: 137] .
وبهذا يکون المشرق والمغرب قد استعملا بصيغة الجمع الکاشفة عن وجود أفراد متعددة له ، وبصيغة التثنية الحاکية عن فردين اثنين ، وذکر المفسرون معنيين لذلک :
1- المراد من المشرقين والمغربين مشرقا ومغربا نصفي الکرة الأرضية ؛ أي نصفا الکرة الشمالي والجنوبي ونصفاها الشرقي والغربي ، حتى ذهب البعض الى أن هذه الآية تشير الى وجود نصف کرةٍ جديدٍ هو قارة أمريکا ، وذلک قبل اکتشافها ، وهذا الموضوع خارج عن دائرة بحثنا .
وعلى هذا الأساس ، يکون المراد من المشارق والمغارب نقاط الکرة الأرضية المختلفة ، فکلّ نقطةٍ تکون مشرقاً لنقطةٍ ما ومغرباً لنقطةٍ أخرى .
وبعبارةٍ أخرى : إحدى خواص کروية الأرض أن أي نقطةٍ تقع الى الغرب من نقطةٍ أخرى تعتبر مشرقاً بالنسبة لها ، کما وتعتبر مغرباً بالنسبة للنقطة المقابلة ؛ لذا ذهب البعض الى أن هذه الآيات تشير الى کروية الأرض .
2- المقصود من تعدد المشارق والمغارب تعدد نقطة الشروق والغروب الحقيقي للشمس ؛ ذلک أن الشمس لا تشرق من نقطةٍ واحدةٍ ولا تغرب کذلک ، بل إنها کلّ يوم تشرق من نقطةٍ تختلف عن سابقتها وتغرب کذلک ؛ بسبب ميلها الى الشمال والجنوب نتيجة ميل محور الأرض عن سطح دورانها حول الشمس . بناء على هذا ، إن أخذنا بنظر الاعتبار مجموعة نقاط الشروق والغروب المختلفة تحتّم علينا التعبير ﺑ "المشارق" و "المغارب" ، وإن نظرنا الى آخر نقطةٍ للميل الشمالي الأعظم للشمس (أول الصيف) وآخر نقطةٍ للميل الجنوبي الأعظم لها (أول الشتاء) وجب علينا التعبير ﺑ "المشرقين" و "المغربين" ، وهذه من روائع ابتکارات القرآن الکريم ، حيث لفت أنظار الناس الى أسرار الخلقة العجيبة في جمل ٍ مقتضبةٍ وموجزةٍ ؛ لأننا نعلم مدى التأثير الکبير لتغيير مواضع شروق الشمس وغروبها على نمو النباتات ونضوج الفواکه ، بل على الوضع العام للموجودات الحية بأسرها وجمالية عالم الخلقة عموماً .
السؤال :
ما المراد من قوله تعالى : )رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ([الرحمن: 17] ، وأين يقع المشرقان والمغربان ؟
قال ابي عبدالله (عليه السلام)
مَنْ نَظَرَ إِلَى الْکَعْبَةِ لَمْ يَزَلْ تُکْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ، وَتُمْحَى عَنْهُ سَيِّئَةٌ، حَتَّى يَنْصَرِفَ بِبَصَرِهِ عَنْهَا.
هرکس به کعبه نگاه کند پيوسته براى او حسنه نوشته و گناهى از او پاک مى شود تا آن که چشم خود را از کعبه بگرداند.
کافى: 4/240/4
لا يوجد تعليق